الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
والدتها بهدوء مضطرب مافيش ياماما انا بس مستعجلة شوية علشان كدة كنت بجري انا جيت من الفيلا على هنا علشان أغير هدومي و اروح الجامعة
زفرت بارتياح و هي تسمع خطوات والدتها المبتعدة على الباب تعلم أن والدتها لن تمرر الأمر على خير و ستظل تسألها مرارا و تكرارا لذلك وجب عليها ان تفكر في سبب مقنع تقوله لها
شهقت بفزع و هي تتذكر ذلك الخاتم الذي أعطاه لها شاهين لترمي الملابس على الأرض و تهرع إلى حقيبتها تفتحها بتوتر و هي تخرج العلبة المخملية
الخاتم داه ليكي جهزي نفسك علشان حنتوجز آخر الأسبوع داه
توسعت عيناها بړعب و هي تشعر بتوقف العالم
من حولها حدقت فيه غير مصدقة لما تسمعه منه
ليكمل الاخر ببرود متلف للاعصاب و كأنه يعقد إحدى صفقاتهفي المقابل انا حديكي عشر مليون جنيه تقدري تساعدي بيهم عيلتك و تخرجهم من الفقر الي هما عايشينه و تأمني مستقبل أخواتك انت اكيد مش عاوزاهم يكونوا زيك لما يكبروا بتشتغلي ليل نهار علشان شوية ملاليم يدوب مكفية مصاريف دراستك وترحمي أبوكي العيان من الشغل انت عارفة ان مريض بالقلب و كل يوم حالته بتدهور أكثر خاصة انه مش بتعالج و لا بيأخذ دواء عشان مش معاه فلوس
واصل شاهين حديثه ليقطع عليها سيل أفكارها انا طبعا مكنتش عاوز أتجوز واحدة فقيرة زيك مش عاوز أعيد غلطتي مرتين بس أنا مظطر علشان فادي متعلق بيكي جدا و انا مش عاوزه يمر بأزمة نفسية زي السنة اللي فاتت يعني انت هنا عشان اوس و بس و انا في المقابل حديكي الفلوس اللي قلتلك عليها و ممكن أديكي أكثر لو عاوزة
تشعر بغصة في حلقها جراء اهاناته المتكررة لها لتقول بصوت مخټنق من دموعها بس أنا مش عاوزة اتجوز انا حبقى مربية فادي زي
قاطعا الاخر و هو يجذبها من ذراعها بقوة حتى كاد يخلع كتفها من مكانه هادرا پغضب شديد انا مش باخذ رايك إنت تنفذي و بس لحسن و ديني لخليكي تعفني في السچن انت و عيلتك كلها انت الظاهر لسه مش عارفة كويس انا مين بس ملحوقة انا ممكن أوريكي عينة صغيرة من اللي ممكن أعمله فيكي
قبل أن يكمل بصوت هامس مرعب أشبه بفحيح الافاعي حخلي رجالتي يخطفوها
و و بعدين يرموها في أي خړابة و لامن شاف و لا من درى إيه رأيك و إلا نخليها قضية ممنوعات منافقة تخلي ابوكي يقضي بقية حياته في السچن و إلا
ظلت كاميليا تهز رأسها بنفي و هي تحاول التملص من قبضته الحادة صاړخة پبكاءحرام عليك ليه بتعمل فيا كدة
أكمل حديثه ثم وقف من مكانه متجها إلى البار الصغير
تحاملت كاميليا على نفسها لتقف من مكانها بصعوبة و تتجه بخطوات متثاقلة إلى خارج المكتب لتمضي ليلتها و هي تفكر في الچحيم الذي ينتظرها لدخوله بعد أيام قليلة
عادت إلى واقعها لتنظر الى العلبة مدلف شاهين إلى شركته بخطواته الواثقة الرزينة تحت نظرات الموظفين الخائفين من مزاجه المتقلب
وصل إلى مكتبه ليطلب من السكرتيرة قهوته المعتادة و بعض الملفات الخاصة بإحدى الصفقات
فتح حاسوبه و بدأ بالعمل لتطرق السكرتيرة الباب ثم تدخل حاملة فنجان القهوة و الملفات
لتقترب بثقة من المكتب و تضع الفنجان و الأوراق أمامه قائلة بصوت ناعم دي ملفات المناقصة اللي حضرتك طلبتها
إقتربت منه و هي تبتسم بفرح لم يدم طويلا عندما سمعته يهمس في أذنها
متابعة القراءة