رواية جديدة بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز


منها الكبير والصغير داخل تلك المشفي .. حاولت بعد الطبيبات الصغيرات الذين يتعلمن منها ان يتحدثن معها ويخرجونها من ظلمتها تلك ولكنها لم تكن تدع لأحداهن بأن تتمادي معها بأمورها الشخصيه لتقطع

اي حوار يدور مع اي احد منهن .. لن يفهما احد او يشعر بما تمر به لذلك تلتزم الصمت ..
كانت جالسه علي مكتبها في الصرح الخاص بها حتي دخل عليها ذلك الطبيب المدعو وليد ..

وليد حضرتك لسه موجوده !! .. دي الساعه داخله علي 12 بالليل والجو زي ما انتي شايفه رعد وبرق وشتا جامد .. معظم الدكاتره روحوا 
لم تنتبه له مرام بل كانت شارده بمن هجرها وطلقها بكل تلك السهوله فتحدث وليد مره اخري بعد ان لاحظ شرودها .. دكتوره مرام !! .. يا دكتوره !!!!
رفعت رأسها اليه في هدوء وحزن ورددت ايوه يا دكتور وليد!! .. خير !! .. في عمليات تانيه !!
وليد بضحك من وقت ما حضرتك بقيتي بتنزلي بنفسك وتقريبا مفيش حد بيلحق يتعب .. والحمدلله كل العمليات ناجحه والناس كلها بتدعيلك .. احنا ذات نفسنا فخورين بيكي حضرتك 
رسمت مرام ابتسامه لم تصل لعينيها قائلهالحمدلله .. 
اومأت له بأبتسامه خافته والتقطت مفاتيح سيارتها التي احضرها لها ادهم بعد ما طلبت منه ان تظل بمفردها في كل شئ .. عملها .. طريقها .. مسكنها .. طوال ذلك الشهر وهي تعيش بشقه والدتها القديمه مع ولدها فقط بعد ان رفضت الذهاب الي الحاجه هدي مره اخري عندما الحت عليها كثيرا في هذا الامر ولكنها رفضت ولم تضغط عليها .. نهضت من علي كرسيها وشعرت بدوران يجتاح رأسها ولكنها تعلم ان ذلك من قله التغذيه فقط .. فكم اصبحت مهمله بنفسها .. توجهت الي دومي الذي كان نائما علي الاريكه بمكتبها .. شعرت
أنتفض الطفل وهو يجد نفسه ملقيا علي الارض وبجواره والدته .. اسرع وليد اليها بلهفه شديده وقلق واضح علي معالمه وهو يناديها ويوقظها .. تحسس نبضها فوجده ضعيفا .. حملها بين ذراعيه وتوجه بها الي غرفه خارجيه وخلفه الطفل يصيح بوليد وهو يسأله ويطمأن علي والدته وقلبه يكاد ينفطر من الخۏف والقلق عليها .. نادي وليد علي بعض الممرضات وشرعو جميعا في فحصها ....
ودلوقت ايه اللي هيحصل!.. هنفضل هنا لحد إمته!
صاح بها رعد الي سيده الذي كان يحتسي الخمر بجواره ولم يجيبه .. اتي اليهم روبرت من الخارج وهو يحيي سيده ويبثه اخر ما توصل اليه متحدثا بالانجليزيه سيدي ! .. لا يوجد اثر لعبدالله ولا احد يعرف اين هو الي الان .. والطبيبه لازالت تذهب كل يوم الي ذلك الصرح وتؤدي هي الجراحات بنفسها ويلتف حولها نخبه من تلامذتها المخلصين .. واستثنت جميع اطباء التشريح من هناك .. وكل الحالات التي تقوم بجراحتها تشفي علي اكمل وجه.. الي متي سننتظر ظهور عبدالله مره اخري !! .. وسنظل في الخفاء هكذا ! .. ان ظهرنا للمخابرات المصريه سيتم القبض علينا .. وان عدنا كي نحتمي بالوكاله سيقتلوننا .. هم يريدون ما لا يقل عن مائه عضو .. ماذا سنفعل! .. علينا ان نتحرك قبل ان يفضح امرنا ..
نهض ناجي من علي كرسيه وهو يزفر دخان سيجارته متحدثا بالانجليزيه بالطبع سنتحرك ولن نظل داخل هذه الصومعه الي وقت كبير .. اكثر ما يسيطر علي تفكيري هو .. اين عبدالله !!
اجابه روبرت بسخريه سيدي .. ما فعلناه في المره الماضيه معه ليس قليلا .. لابد انه خائڤ من الجميع ولم يقوي علي الظهور امام احد و....
قاطعه ناجي لاااا .. انت لا تعرفه الي الان .. هو ليس ذلك الشخص علي الاطلاق.. رأيت بعينيه نيران مشتعله ستحرق الاخضر واليابس ان اخرجت وتحررت من داخله .. هو ليس ذلك الجبان الذي ان تعرض له احد بسوء ينحني امامه .. بل يصبح كالاسد المفترس الذي يطيح

به ويفترسه بمخالبه الفتاكه .. علينا الحذر جميعا منه ولا احد يستخف بقوته او ذكائه .. ولكن علينا اخراجه من مخبأه أولا .. 
رعد وبما تفكر سيدي ! .. كيف سنخرجه !
ناجي بتفكير روبرت .. انت اخبرتني ان مرام وطفلها يقطنون بتلك الشقه في مدينه المعادي اليس كذلك !
روبرت اجل سيدي .. تعود اليها كل يوم بالمساء وتخرج بالصباح الي ذلك الصرح ومعها طفلها .. 
الټفت ناجي الي روبرت ورعد ونظر اليهما بعينان ثاقبه قائلا استخدموا ارقاما جديده لربما قد يتوصلو الي القديم قريبا .. واخبرو اطباء التشريح بأن يبقوا مستعدين لأوامرنا .. سنضرب ضربه العمر هذه المره .. سأخبركما بمخططي .. انصتا جيدا ونفذا ما أمركم به بدقه ..... 
علي الرغم من ان الوقت تجاوز السابعه صباحا الا ان الغيوم واصوات الرعد لم تتوقف ولم تشرق شمس ذلك اليوم وظل الهواء البارد يلفح الجو ..
 

تم نسخ الرابط