رواية جديدة بقلم ايمان حجازي

موقع أيام نيوز


علي تلك النجده التي اتته في وقتها المناسب وما أن وقعت عينيه عليه حتي تصلب في موضعه من هول الصدمه وهو يري اخر شخصا كان يتوقعه علي اﻷطلاق ...
الفصل التاسع والعشرون 
الجزء الثاني
حلقه 29
وما قيمه ان تغفر وتغفر والطرف اﻷخر لا يدرك قسوه اخطائه ان تكون مجبرا علي الغفران بينما اﻷخر لا يتوقف عن اﻷفعال التي تقتلك كل يوم..

تجمد عبدالله مكانه حين وقعت عينيه عليه ووقف كالمغيب تماما عن الواقع وما كان يفعله منذ وقت قليل وهو يبحلق فيه پصدمه شديده ارتسمت علي ملامح وجهه سبع سنوات يحسبهم علي يديه كل يوم وكل ساعه ليخرج اليه ويفتكه بيديه حتي وان قضي بقيه عمره بالسجن مره اخري .. كل يوم كان يرسم له الطريقه التي سينتقم منه بها ليعود مره اخري ويري انها ليست كافيه ﻷخذ ثأره منه ليعيد تفكيره مره اخري في الاڼتقام لنفسه ولزوجته بأبشع طريقه منه .. فرق بينه وبين الوحيده التي عشقها فؤاده واجبره علي تركها بل اجبره علي عدم رؤيه وجهها مره اخري ..
كيف عاد مره اخري ! وبأي جرأه يظهر امامه من جديد ! .. بكاء مرام وطفله وتأوهات ناجي وألم يوسف وخوف سمر وأولفت المقيده وعذاب ابن ناجي .. كل ذلك كان يحدث حوله ولكنه لم يغطي ابدا علي عينيه التي وقعت عليه وتلك الحاله التي يعجز عن اي انسان في وصفها حين تملكته.. لا احد يستطيع وصف مشاعره في ذلك اليوم الذي اخبره اللواء احمد بخبر ۏفاته كيف يمت بتلك السهوله والطريقه المشرفه !! كيف سينسي ثأره منه الذي كان يرسمه له في الدقيقه الف مره !! .. لربما كان مۏته له ارحم بكثير من ذلك العڈاب الذي قرر عبدالله اذاقته اياه .. وشريط ايامه يمر امام عينيه في لحظات كالبرق ..
واخيرا تحركت شفتي عبدالله وهي ترسم ابتسامه غريبه من نوعها وعينيه موصده علي سيف الذي كان ايضا ينظر اليه في صمت تام وكأنه يحاول تهيئه نفسه وكلماته لما سيخبره لعبدالله بعد ان رأي تلك الحاله الذي لم يتوقع شيئا اقل منها ..
سيف.. جلال.. الشافعي .. !!!
خرجت تلك الكلمات من عبدالله بذهول شديد وهو يتقدم بخطوات بطيئه اليه وعينيه مازالت مثبته عليه .. ليضع عبدالله يديه علي رأسه ويحكها وكأنه يحدث نفسه بصوت عالي مرددا في تهكم ما هو برضه مش معقول ربنا ينصفني ويكون عادل معايا وينصرني علي كل اللي أذوني ويسيب اللي كان السبب في ده كله !! .. ولا انت ايه رأيك يا سيف بيه ! .. ربنا طول عمره عادل ومبيظلمش حد ! ..... مش كده !!
حاول سيف يخرج من ذلك الحصار الذي وضعه به عبدالله ويتحدث ولكن تلك الحاله المذهله التي تملكته لم تسمح له بالتفوه ولو بحرف واحد وهو يكمل حديثه بتلك الطريقه متابعا .. مكدبش عليك انا مذهول جدا لدرجه اني مش مصدق نفسي اني شايفك قدامي .. يا تري جاي ليه يا سيف دلوقت وانت عارف اني مش هرحمك حتي لو وصلت لموتك .. أو مۏتي .. !!
تحدث سيف وهو يحاول مقاطعته عبدالله انا.....
ولكن عبدالله لم يدع له الفرصه في الحديث وكأنه ليس موجودا ولا يتحدث واكمل هو يقطع حديثه لا بس انت جاي وبتدافع عني وقټلت رجاله ناجي وده يثبت انك معايا دلوقت مش ضدي .. امال جاي ليييه !! .. ما هو انت برضه اكيد ذكي وعارف انك مهما عملت مفيش واحد مننا هيخرج من هنا علي رجليه واني عمري ما هسيبك الا لو انت اللي قتلتني .. 
سيف في محاوله اخري يا عبدالله.......
ولكن عبدالله للمره الثالثه لم يكترث له وكأنه لم يتحدث ويتابع التحدث هو تكونش جاي عشان ده شغلك وانك مثلا مكلف بالحاجه دي زي ما ادهم كان بيعمل معايا دايما .. بس اكيد مش شغل.. والا كان اللواء احمد قالي .. هو قالي انه هييجي بنفسه عشان يقبض علي ناجي ومجابليش سيرتك نهائي ..يبقي مفيش غير انك جاي لقضاك .. 
عندما وجد عبدالله سيف يشيح ببصره ناحيه سمر وكأنه يخبره بعينيه ذلك ليتحدث عبدالله بتعجب ومازال في تلك الحاله سمر!!! .. معقول جاي عشان سمر !! .. للدرجه دي شايفني وحش وممكن اقټلها ! .. دا

انا جاي هنا عشان احميها من ناجي ومن اللي هيعمله فيها بعد ما لجأتلي وانت عارف اني مستحيل اسيب حد محتاجلي حتي لو كان عدوي .. انا كنت هسلمها للواء احمد بكل بساطه وهو اللي يتخذ فيها الاجراءات ويحولها للمحاكمه .. ما انا برضه عمري ما همد ايدي علي واحده واقټلها !! .. فهل انت فعلا جاي عشان سمر مع انك عارف مصيرها ! .. ولا يكونش الډم بيحن زي ما بتقولوا وجاي عشان تنقذها ومهما كان
 

تم نسخ الرابط